علماء أميركيون يفككون لغز زيادة نسبة نفوق النحل واختفاء ممالكها

سببه تحالف بين فطر مع فيروس
علماء أميركيون يفككون لغز زيادة نسبة نفوق النحل واختفاء ممالكها
أخبار رئيسية

العرب اليوم

الاثنين 11 تشرين الأول / أكتوبر 2010 14:06:58 GMTTags

واشنطن ـ عادل سلامةأعلن علماء أميركيون عن أبحاث جديدة قد تكون السبيل لمعرفة سرّ نفوق النحل في العالم. وجاءت هذه الأبحاث نتيجة عمل مشترك بين علماء الجيش الاميركي في ولاية ميريلاند وعلماء الحشرات في مونتانا، وكشف الجهتان أن تعاونًا غريبًا بين فطر وفيروس ينشطان في الأجواء الباردة الرطبة ويؤثّران على النحل من خلال تعطيل عمل جهازه الهضمي، أما كيفية حصول ذلك فهي غير معروفة حتى الآن، وهو ما سيسعى الباحثون لمعرفته.
وكان تنبّه أصحاب مزارع النحل والمزارعون والعلماء في أميركا الشمالية إلى هذه الظاهرة منذ العام 2006، وأطلقوا عليها اسم خلل انهيار مستعمرات النحل. وفي العام 2007 سُجل انخفاض في عدد النحل في الولايات المتحدة بنسبة 32%، وفي 2008 بلغ الانخفاض 36%، ثم 29% العام الماضي، ويُتوقع لإحصاءات العام الحالي أن تكون في الدرجة نفسها من السوء إن لم تكن أسوأ تبعًا لمختلف المصادر العلمية التي ظلت تتناول هذا الخبر على صفحات الإنترنت خاصة في الآونة الأخيرة. ومن المتعارف عليه أن المعدل المعتاد للنفوق السنوي من النحل يتراوح ما بين 15 و20%، ولهذا فإن تلك النسب المرتفعة مصدر حقيقي للقلق، خاصةً وأنّ السبب في اختفائه يظل مجهولاً، وإذا كان ثمّة خبر وحيد يبعث على الأمل، فهو أن الأضواء بدأت تسلّط ساطعة على هذا الأمر، مما يعني أن بوسع العلماء الحصول على تمويل أبحاثهم بسهولة أكبر. وتتضح المشكلة بشكل خاص في وادي كاليفورنيا الأوسط الذي يضم 60 مليونًا من شجر اللوز الذي تمتد صفوفه لمسافة 640 كيلومترًا ويطرح 80% من إجمالي إنتاج اللوز في العالم، أما المأزق فهو أن هذا الوادي يعتمد كليةً في هذا الإنتاج على نحل العسل المختفي الآن.
ويذكر أن العلماء في جامعة كاليفورنيا، في سان فرانسيسكو، كانوا قد أشاروا سابقًا إلى أن الفطر جزء على الأرجح من المشكلة، وقالت دراسات أخرى إن فيروسًا تقوم تركيبته الأساسية على حمض الكروموسوم ربما كان جزءًا آخر من المشكلة، لكن فريق ميريلاند - مونتانا استخدم نظام برمجيات جديد طُوّر للاستخدامات العسكرية، وتوصّل به إلى أن فيروسًا تقوم تركيبته الأساسية على الحمض النووي يتحالف مع فطر يسمى N. ceranae "إن. سيراناي" على تعطيل عمل الجهاز الهضمي في النحل.
وتستلزم هذه العملية لإتمامها نصف تعداد النحل في عموم الولايات المتحدة وهو 80 مليار نحلة، وبينما يعرف عن الفراش الملكي هجرته السنوية من الولايات المتحدة إلى المكسيك وعودته إلى وطنه، وذكر العلماء أن المشكلة الأساسية لا تتمثّل في موت النحل في خلاياه ومستعمراته نتيجة المرض، إنما في اختفائه بشكل غريب، فيأتي المزارع يتفحّص الخلايا وإذا بها خالية من كل النحل عدا الملكة وعدد قليل آخر النحلات، وفي حالات أخرى تحدث هذه الظاهرة للنحل العامل - الإناث - فقط فيختفي من دون البقية، ماذا حدث له وأين ذهب ولِم لم يرجع؟ لا أحد يعرف. ورفض العلماء اعتبار أن النحل قام بهجرة العمل، حيث إن النحل العامل مهيّأً بشكل طبيعي على العمل وجمع اللقاح - وتلقيح النباتات بالتالي - والعودة إلى الخلية في نهاية اليوم ضمن روتين لا يتغير مطلقًا، ويُعرف عن النحل قدرته على العودة إلى خلاياه حتى عندما يكون على بعد ثلاثة كيلومترات منها.

مبدع في مشاركاتك