النحل الطنان

النَّحلة الطَّنانة نحلة ضخمة سوداء وصفراء. ومن الممكن رؤيتها وهي تطير من زهرة إلى أخرى. ويعيش النَّحل الطَّنان في معظم أقطار العالم بدءًا من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي. ولم يكن للنَّحلة الطَّنانة وجود في جزر المحيط الهادئ حتى جلبها الناس إليها. تشبه النحلة الطنانة ذَكَر النَّحل المنتج للعسل، ولكنها أطول وأعرض منه. ويغطي جسمها شعر ناعم كثيف. ولها أجنحة رقيقة كسائر أنواع النحل الأخرى. ويتراوح طول ملكة النحل الطنان ـ تقريبًا ـ ما بين 12ملم و25ملم. أما الشغالات وذكور النحل الطنان فنجدها أصغر من الملكة.





ويهاب كثيرون النحلة الطنانة نظرًا للأزيز الذي تحدثه وهي تطير ولإبرتها الطويلة الحادة. وخلافًا للنحلة المنتجة للعسل، فإن النحلة الطنانة لاتموت عندما تلسع، ويمكنها أن تلسع مرات أخرى.




النَّحلة الطَّنانة تعيش في الأعشاش . وتضع الأنثى بيضها في خلايا شمعيَّة. وينفقس البيض وتخرج منه يرقات تتطوَّر إلى خادرات ” الطَّور الانتقالي بين اليرقة والحشرة الكاملة”.

حياة النحلة الطنانة. النحلة الطنانة حشرة اجتماعية. وهذا يعني أنها تعيش في جماعات. وتنظيم المجموعة ليس معقدًا كما هو الحال في جماعة النحل المنتجة للعسل.

ولكن ملكة النحل الطنان تعيش فقط في فصل الشتاء. وقد تشتمل المجموعة في فصل الصيـف على عدد يتـراوح ـ تقريبًا ـ ما بين 50 وبضع مئات من النحل. ولا يقوم النَّحل الطَّنان ببناء مناحل، ولكن قد يبني أعشاشه في باقة أعشاب، أو في أجحار قليلة العمق.

تقوم الملكة في مطلع فصل الربيع بالزَّحف إلى خارج الشق الموجود في الأرض، حيث كانت تقضي فصل الشتاء. وتطير حوله، وتبحث عن مكان لتبدأ مستعمرة جديدة. وتهبط من وقت لآخر على الأرض، وتجري فيما حولها باحثة عن مكان جيد. ويندر أن تغادر الملكة مكان عشِّها بعد أن تختاره، إلا عندما تريد الحصول على الرَّحيق واللِّقاح من الزهور المجاورة.

وتفرز الملكة الشَّمع من بطنها، لتبني إناء العسل. وتضع الرَّحيق في هذا الإناء لتستخدمه في الجو البارد، أو الممطر. ومن ثم تقوم ببناء خلية بيض شمعية، لتضع فيها بيضًا قليلاً. وينفقس البيض في خلال ثلاثة أو أربعة أيام، ليخرج يرقة تشبه الدُّودة.

وتقوم الملكة بتغذية هذه اليرقات بمزيج من اللُّقاح والرَّحيق. ثم تصير اليرقة خلال أسبوع شرنقة ثم تتحوَّل إلى خادرة (حشرة في الطُّور الانتقالي بين اليرقة والحشرة الكاملة).

وتخرج النَّحلة الطَّنانة من الشرنقة بعد حوالي 22 يومًا من تاريخ وضع البيض. وتُعتبر النَّحلات الطَّنَّانة الشابة شغالات. ثم تبدأ بعد يوم أو يومين في الظهور. وتغادر الشغالات العش لالتقاط الرَّحيق واللِّقاح، وإحضار الطعام إلى العش، لتستفيد منه المجموعة. وتقوم بعض العاملات ببناء مزيد من خلايا النَّحل. وتضع الملكة مزيدًا من البيض. وتقوم الشغالات بمهمَّة تغذية اليرقات أو العناية بها. وتصبح مهمة الملكة ابتداء من هذا الوقت وضع البيض.

وتقوم المجموعة في أواخر فصل الصيف بتنشئة الذُّكور والملكات. ولا يقوم الذكور بأي عمل سوى تلقيح الملكات. وتغادر الملكات ـ بعد التزاوج ـ العش بحثًا عن أماكن أخرى في الأرض، لتقضي فيها فصل الشتاء. ثُمَّ تموت كل من الملكة والذُّكور والشغالات.


أهمية النَّحلة الطَّنانة. نجد في حقول البرسيم أو البيقية (نبات علفي) أحيانًا عددًا كبيرًا من النَّحل الطَّنان يفوق من حيث العدد النحل المنتج للعسل. وتعتبر النَّحلة الطَّنانة واحدة من أفضل أصدقاء المزارع. فهي تساعد على تلقيح كثير من النَّباتات المهمة، كعلف المواشي. وتقوم النَّحلة الطَّنانة، عند تجميعها للرَّحيق واللَّقاح بنقل اللَّقاح من زهرة إلى أخرى. وللنَّحلة الطَّنانة لسان طويل يمكنها من الوصول إلى الرحيق الموجود في عمق زهرة البرسيم الحمراء والبيقية وصريمة الجدْي، وهي نبتة أزهارها غنية بالرَّحيق.


أعداء النَّحلة الطَّنانة. تشمل نوعًا معينًا من الخنافس والذباب والنَّمل والحشرات الدقيقة والزنابير. وقد تأكل الطيور النحلات المكتملة. كما أنها قد تأكل اليرقات والشرنقات الموجودة في البيوت غير المخبَّأة بصورة حسنة. وربما كان الإنسان أسوأ أعداء النَّحلة الطَّنانة، لأنَّه يستعمل المبيدات التي تقتلها أثناء قتلها الحشرات الضارة. إضافة إلى ذلك، فإن الإنسان يدمِّر بيوتها عند حراثة الأرض.

سحر عويضة

تشكل الزراعات المحمية مصدراً وافراً ومستقراً للعاملين فيها, خاصة أن مناطق انتشارها تتميز بصغر الحيازة الزراعية للأراضي وارتفاع الكثافة السكانية وملاءمة ال¯ظروف الجوية لها..


غير أن المشكلة التي تعاني منها هذه الزراعة (أنها في ظروف جوية غير ملائمة) هي التلقيح للأزهار والتي لها دور كبير في كمية الإنتاج وجودته, ولتلافي استعمال الهرمونات الخطيرة بيئياً فقد ثبت في أغلب دول العالم أن النحل الطنان من أفضل المؤبرات حيث إن أكثر من /52/ بلداً في العالم تستخدمه كمؤبر في البيوت المحمية بما فيها الدول المجاورة..‏



‏

وهذا الاستخدام لم يأت عن عبث حيث ثبت أن النحل الطنان من أفضل المؤبرات وخاصة الحشرية منها لما يحدث من نشاط عند الدرجة /5 م/ وفي الأيام الماطرة والملبدة بالغيوم وحتى لو كانت سرعة الرياح عالية وتزيد عن /70 كم/سا/ في الزراعات المكشوفة, وبالتالي يمتلك مقدرة عالية على تحمل الظروف غير الطبيعية, إضافة إلى أن استخدام النحل الطنان كمؤبر داخل البيوت المحمية يؤدي إلى زيادة نسبة العقد للأزهار إلى حوالي 100%, في حين لم تصل نسبة العقد بالهرمونات وغيرها إلى 70% مع الأخذ بعين الاعتبار الجدل القائم حالياً حول منع استخدام الهرمونات داخل البيوت المحمية ومدى الأثر المتبقي لهذه الهرمونات ضمن الخضراوات ومدى تأثيرها على صحة الإنسان.‏

ويمكن للنحل الطنان أن يحل أو ينوب عن اليد العاملة لعملية الاهتزاز ويمكن لطائفة من خلية النحل الطنان أن تؤبر من 1000 - 3000 م,2 من الخضار لمدة 8 - 12 أسبوعاً وتنتج ثمار متوسطة ومتماثلة الحجم وممتلئة بالمادة العصيرية ذات لون زاهٍ, قاسية ذات بذور مكتملة تتحمل أثناء تصديرها.‏

ويؤكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة أنه في حال استخدام أصناف محدودة النمو للبندورة (من 5 - 6 عناقيد زهرية) نحتاج لخلية نحل واحدة للبيت الواحد حيث توضع في منتصف تشرين الأول وتستمر حتى كانون الأول وتستخدم في هذه الحالة في المواسم الخريفية, أما الربيعية فتبدأ بوضع الخلية من بداية شباط وحتى منتصف نيسان..‏

وفي حال زراعة أصناف غير محدودة النمو للبندورة من (13 - 15 عنقوداً زهرياً) يحتاج الأمر لخليتين للبيت الواحد بحيث توضع الخلية الأولى في منتصف تشرين الأول وتستمر حتى كانون الأول وتوضع الثانية في بداية شباط وتستمر حتى منتصف نيسان حيث لا يعود هناك جدوى للنحل الطنان لتحسين الظروف الجوية.‏

ومن المنظور أن هذه الفترة وبهذا العدد المدروس من الخلايا كافية لتأبير أزهارها بنباتات البيت المحمي, علماً أن الحاجة للنحل الطنان تكون فقط في الظروف غير المناسبة للعقد الطبيعي للأزهار حيث لا تحتاج لعمل خلية النحل الطنان وحتى الهرمونات عندما تزيد درجات الحرارة عن /15/ درجة مئوية, حيث يبدأ العقد الطبيعي للأزهار دون الحاجة لمثبتات العقد, إضافة إلى أن النحل الطنان يزور من 30 - 40 زهرة في الدقيقة الواحدة ويترك آثاراً على كأس الزهرة التي تمت زيارتها عن طريق عضها ويقوم النحل الطنان بهز الزهرة حتى تتحرك حبوب الطلع وتتفرق عن بعضها وتلتصق بصدره ومن ثم يخزنها في سلة حبوب اللقاح..‏

ويمتاز النحل الطنان بطول أجزاء الفم وكثافة الشعيرات على جسمه وهذا يعطيه كفاءة إضافية كمؤبر..‏

وتحرص حالياً وزارة الزراعة إلى ضرورة الاستمرار في دراسة هذه الحشرة النافعة والاستفادة من الخبرات العلمية والدولية والمحلية لتتمكن من إنتاج خلايا طوائف النحل وإيصالها إلى مزراعي البيوت المحمية وبأقل الأسعار وإمدادهم بها في أي وقت من أوقات السنة, وبهذا يأتي دور وزارة الزراعة كمحمية خاصة بعد صدور القرار رقم 25/ ت تاريخ 10/12/,1995 القاضي بمنع تداول واستخدام منظمات النمو بكافة مركباتها وأشكالها بهدف زيادة نسب العقد أو تسريع نضج الثمار أو تنشيط النمو, خاصة البيوت البلاستيكية وذلك لحماية البيئة والإنسان المستهلك لهذه الثمار من الآثار الجانبية.‏

ˆ‏

دراسة علمية: استخدام النحل الطنان في التلقيح يرفع إنتاجية الطماطم في البيوت المحمية
أظهرت دراسة حديثة أن استخدام النحل الطنان يساعد على رفع الإنتاجية مقارنة بمنظمات النمو الحيوية أو هز النباتات يدويا. وبينت الدراسة أن استخدام النحل الطنان قد أدى إلى زيادة الإنتاج حيث وصلت نسبة العقد في الثمار إلى 99.1 في المائة مقارنة بـ 76.7 في المائة عند استخدام الهز اليدوي, كذلك فإن نوعية الثمار من حيث صلابة الثمرة وكثافة البذور وتماثل الثمار كانت أفضل عند استخدام النحل الطنان.
وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة "العلوم الزراعية والبحرية" في جامعة السلطان قابوس في عمان إلى أن استخدام النحل الطنان يتعارض مع استخدام المبيدات الكيماوية الضارة, وبالتالي يفرض على المزارعين استخدام أساليب الزراعة النظيفة والحد من استخدام المبيدات الضارة وتقديم منتجات تخلو من آثار المبيدات الضارة بصحة الإنسان.
وتعتبر نباتات الطماطم ذاتية التلقيح, حيث تلقح الأزهار بحبوب لقاح من نفس الزهرة ولكن بعد إطلاق حبوب اللقاح من متك الزهرة.
وتتم عملية تلقيح أزهار الطماطم في الحقول المكشوفة عن طريق الرياح حيث تهتز الأزهار وتطلق حبوب اللقاح لتلقيح نفس الأزهار والأزهار المحيطة بها في بعض الأحيان, ولكن في البيوت المحمية نجد أن حركة الهواء غير كافية لهز الأزهار وإطلاق حبوب اللقاح لذلك يجب إجراء عملية هز العناقيد الزهرية لزيادة كفاءة عقد الثمار وبدون ذلك يقل عقد الثمار ويقل المحصول وكذلك حجم الثمار ونوعيتها.
يتم هز الأزهار لعدة ثوان بعدة طرق سواء بالطرق اليدوية أو استخدام بعض الأجهزة الكهربائية لتحريك العناقيد الزهرية بدرجة تكفي لإطلاق حبوب اللقاح لإتمام عملية العقد, ويجب إجراء هذه العملية يوميا أو كل يومين لضمان الحصول على أعلى إنتاجية وتجرى هذه العملية خلال أوقات معينة حيث يفضل إجراؤها في منتصف النهار وتستهلك عملية التلقيح بعض الوقت (نصف ساعة لكل ألف نبات تقريبا).
ويقل عقد الثمار عند إجراء عملية التلقيح عن طريق هز العناقيد الزهرية سواء يدويا أو ميكانيكيا باستخدام بعض الأجهزة في حالة ارتفاع نسبة الرطوبة حيث تلتصق حبوب اللقاح ببعضها, كما أن انخفاض الرطوبة عن 60 في المائة لبعض الوقت يؤدي إلى جفاف بعض الأجزاء الزهرية وصعوبة التصاق حبوب اللقاح بها, وإضافة إلى أن تمام عملية التلقيح في نبات الطماطم عن طريق هز النباتات سواء يدويا أو ميكانيكيا عملية مكلفة فإن لها بعض السلبيات مثل حدوث بعض الأضرار الميكانيكية للنبات والعناقيد الزهرية كذلك فإن عملية اهتزاز النباتات يوميا قد تبطئ من معدل نمو النباتات.
ومعلوم أنه بدأ في السنوات الأخيرة استخدام أنواع من النحل الطنان Bumblebes تم تربيتها تجاريا للقيام بإتمام عملية التلقيح في نباتات الطماطم داخل البيوت المحمية, حيث توزع خلاياها داخل البيت المحمي وتستمر فاعلية الخلية الواحدة نحو ثمانية أسابيع, وأدى استخدام النحل الطنان في تلقيح نباتات الطماطم إلى زيادة كمية الإنتاج من حيث عدد الثمار للنبات الواحد مع تماثل شكل الثمار وتحسين نوعيتها, حيث يقوم النحل الطنان بتحريك عضلات أجنحتها بدون الطيران ويؤدي ذلك إلى اهتزاز الزهرة وإطلاق حبوب اللقاح لتغطي الزهرة وتتم بذلك عملية التلقيح بفاعلية عالية, وقد أجريت بعض الدراسات والأبحاث لمقارنة عدة طرق لتلقيح نباتات الطماطم في البيوت المحمية حيث وجد أن استخدام النحل الطنان قد أعطى أفضل النتائج من حيث كمية الثمار ونوعيتها مقارنة بنحل العسل أو طريقة الهز التقليدية.
يشار إلى أنه بدأ استخدام النحل الطنان في إتمام عملية تلقيح نباتات الطماطم في المملكة منذ عدة سنوات بواسطة مجموعة الرشيد للبيوت المحمية, وعلى الرغم من التحذيرات من تأثير مراوح التبريد في حركة النحل داخل البيت المحمي, فقد أظهرت نتائج التجارب فاعلية عالية في زيادة كفاءة النباتات وزيادة الإنتاج وتحسين نوعية الثمار وقد تم تعميمها على مشاريع المجموعة.
ومن ضمن جهود مجموعة الرشيد لتحسين وتطوير طرق الإنتاج الزراعي في البيوت المحمية سوف تقوم المجموعة بتوزيع عدد من الخلايا على بعض مزارع البيوت المحمية في المملكة لتجربتها والاستفادة من تأثيرها الإيجابي في زيادة المحصول وتحسين نوعيته.


م