الكرسي مستودع لخبرات علمية متنوعة، لما يضمه من علماء عرب وأجانب لهم خبراتهم الواسعة والمتميزة.

الفعاليات العلميه هذا الصيف
د.أحمد الخازم: كرسي بقشان لأبحاث النحل يؤسس قاعدة معرفية لقطاع النحل بالمملكة
تستعد منطقة الباحة لاستضافة المهرجان الدولي الرابع العسل الذي تنظمه جمعية النحالين التعاونية بالتعاون مع كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
ويعد المهرجان فرصة للتعرف على أنواع العسل ومنتجات النحل الأخرى وفرصة للنحالين لتسويق منتجاتهم من خلال المعرض الذي سيشارك فيه أكثر من 60 عارضاً من داخل وخارج المملكة.

في هذا الحوار مع الأستاذ الدكتور أحمد الخازم الغامدي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الدولي الرابع للعسل والفعاليات العلميه المصاحبه له و المشرف على كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل ورئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية، نقف على ملامح هذا المهرجان والفعاليات المصاحبة له. وقبل ذلك التعرف على كرسي بقشان لأبحاث النحل وما يقدمه لصناعة النحل في المملكة .

ما أهم مرتكزات كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود؟ وما الدور الذي يضطلع به؟
ينطلق الكرسي من رؤية مفادها تأسيس بنية أساسية وقاعدة معرفية ترتكز عليها جميع الأنشطة والفعاليات والمشروعات التطويرية لقطاع النحل وذلك لتحقيق التميز والريادة إقليمياً ودولياً.
وانطلاقا من ذلك يقوم الكرسي بدور كبير في تنفيذ مشروعات بحثية في المجالات المختلفة لتربية النحل، وقد نال بعضها تقديراً وطنياً وعالمياً، كما يسهم الكرسي في تأهيل كوادر وطنية متميزة من خلال برامج الدراسات العليا، إلى جانب تنظيم الدورات التدريبية لرفع المستوى المهني للنحالين، والعمل على رفع مستوى الوعي بأهمية نحل العسل بتنظيم الندوات المحلية والدولية وحلقات النقاش وورش العمل في الموضوعات المختلفة لتربية النحل، مع تقديم الاستشارات العلمية للجهات ذات العلاقة خاصة وزارة الزراعه، وتلمس المشكلات والمعوقات التي تواجه تربية النحل وصناعته بالمملكة ووضع المقترحات والمشاركة في حلها، مع الاهتمام بإنشاء عدد من مشروعات البنية الأساسية.
وقد دشن الكرسي موقعاً ومنتدى إلكترونين متخصصين للمساهمة في حل المشكلات والمعوقات، والمشاركة بأحدث المستجدات العلمية والبحثية المتعلقة بتربية النحل من قبل متخصصين في هذا المجال.

أشرتم إلى أن الكرسي نال تقديراً على المستويين الوطني والعالمي، هل أوضحتم ما نوع هذا التقدير، وما المنجز الذي استحق عليه ذلك؟
يمكن توضيح ذلك بشكل مقتضب بالإشارة إلى حصول الكرسي على الميدالية الذهبية للابتكار في معرض جنيف العالمي للمخترعين، بدورته التاسعة والثلاثين، والذي أقيم في مدينة جنيف بسويسرا 6-10 /4/2011م ، وقد تمثل الابتكار في نظام يُمكن من خلاله التحكم في تنظيم الرطوبة والحرارة داخل طوائف نحل العسل بالزيادة والنقصان، حتى يتم الوصول إلى الدرجة المثلي المناسبة لتربية أطوار نحل العسل الصغيرة.
وكان الكرسي قد حصل أيضاً على الميدالية الفضية في معرض ماليزيا الدولي العاشر للابتكار والاختراع، الذي عقد في الفترة من موافق 17-19 فبراير 2011م، تحت شعار" نقل الابتكار إلى السوق " بمدينة كوالالمبور بماليزيا.
ووطنياً فاز الكرسي بجائزة مدير الجامعة للتميز في الشراكة المجتمعية وخدمة المجتمع، تتويجاً لجهوده في خدمة المجتمع، بالسعي إلى المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للنحالين، وذوي الأسر المحتاجة، كما حصل على جائزة مركز الابتكار الأولى بجامعة الملك سعود لعام 1431هـ - 1432هـ.

ما ملامح مهرجان العسل الدولي الرابع الذي ينظمه الكرسي بالتعاون مع عدد من الجهات؟
من أهم ملامح هذا المهرجان هو الفعاليات العلميه المصاحبة للمهرجان وتشمل اللقاء الوطني الثالث للنحالين والمهتمين بالنحل وصناعته في المملكة الذي يقام في يومي 16-17شعبان1432هـ، وينظمه الكرسي بالتعاون مع جامعة الباحه وبدعم من عده جهات مثل وزارة الزراعة وجمعية النحالين التعاونيه ، ثم الندوة الدولية المشتركة الثانية المقامة في يومي 17-18 شعبان 1432هـ تحت شعار التكامل السعودي اليمني للاستغلال الأمثل للثروة النحلية في البلدين والتي ينظمها كرسي المهندس عبدالله بقشان بالتعاون مع جامعة حضرموت. وكذلك الدورة التدريبيه الخاصة بالإستخدامات الطبيه والعلاجيه لمنتجات النحل التي ينفذها رئيس جمعية العلاج بمنتجات النحل الألمانيه والرومانيه، واخيرا عيادة الأستخدامات الطبيه لمنتجات النحل التي ستكون مجانا للحضور.
بالنسبة للمعرض فقد تم وصول أكثر من 100 طلب من داخل المملكة وخارجها للمشاركة، وسيتم اختيار 60 عارضاً، مع إعطاء الأولوية لمن هم من داخل السعودية سواء أكانوا من مربي النحل، أو تجار أدوات ومستلزمات النحل.
بالنسبة إلى المشاركة الخارجية فحصرت المشاركات على الذين لديهم أدوات ومستلزمات نحل، مع منع عرض أي عسل للبيع من خارج دول الخليج، ولكن سمح بعرض عينات عسل للتعريف فقط، وذلك بهدف تعريف النحالين خاصة بأنواع العسل المتوافرة في الخارج، وأساليب طرق التعبئة والتغليف.
وتقدر كميات العسل المتوقعه بأكثر من 9 أطنان من العسل الجاهز للبيع، بعد إجراء جميع تحاليل فحص العسل عليها،علماً بأن مبيعات بعض البائعين في مهرجان العسل الثالث وصلت إلى 100 ألف ريـال للواحد خلال مدة المهرجان إلى جانب ما تم عقده من صفقات مع تجار من جميع مناطق المملكة.


هل تم تحديد الدول المشاركة في المهرجان؟
نعم، فهناك دول عربية وأخرى من خارج العالم العربي، والدول العربية المشاركة هي: اليمن، الكويت، وقطر، ومصر، والسودان، والجزائر، ولبنان، وسورية، والأردن، وفلسطين، وحضور الجميع يتعتمد على التأشيرات التي رفعت من امارة منطقة الباحه.
يتميز المهرجان هذا العام بوجود ضيوف شرف وهم اتحاد النحالي الأتراك واتحاد النحالين الإثيوبي حيث سيشارك اعضاء المكتب التنفيذي لكل من اتحاد النحالين الأتراك واتحاد النحالين التركي، وتأتي اهمية مشاركة هاتين الدولتين في ان تركيا تملك اكثر من 4 مليون خلية وتنتج اكثر من 80 الف طن عسل سنويا ويستخدمون احدث الطرق في تربية النحل وبمشاركتهم سيتم نقل هذه الخبرات للنحالين في المملكه.
اما بالنسبة لأتحاد النحالين الأثيوبي فرغم استخدامهم للطرق التقليديه لكن لديهم اكثر من 7 مليون خلية نحل ويعترون من اكبر الدول المنتجه للشمع الطبيعي ومشاركتهم ستتيح لنا التعاون معهم وخاص في استيراد النحل الأثيوبي حيث انه نفس النحل البلدي الذي يربيه النحالين في المملكه.
بالنسبة لتركيا فيوجد اتفاقية تعاون موقعه بين اتحاد النحالين الأتراك وكرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل وبين الأتحاد وجمعية النحالين التعاونيه بمنطقة الباحه.

اللقاء الوطني أصبح متلازماً مع المهرجان ما مسوغ ذلك، وإلى ماذا يهدف هذا اللقاء؟
هذا اللقاء يعطي للمهرجان عمقه بالبحث في تطوير أساليب النحالة والسعي إلى ما تواجهه صناعة النحل من مشكلات ومصاعب، باستغلال وجود عدد كبير من العاملين في هذه المجال في مراحله المختلفة، وهم الذين يعايشون واقع هذه الصناعة، ويعرفون أسرار المهنة أكثر من غيرهم، ومن ثم يبدو من المهم معرفة مقترحاتهم وآرائهم لاستصحابها في إعداد الإستراتيجية الوطنية لصناعة النحل,
ويحظى هذا اللقاء بمشاركة الجهات ذات العلاقة وهي: وزارة الزراعة, والهيئة العامة للسياحة والآثار، وكرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث النحل بجامعة الملك سعود, وجمعية النحل التعاونية، ووزارة الشؤون الاجتماعية, والهيئة العامة للغذاء والدواء، والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وصندوق التنمية الزراعية, وجامعة الباحة, والشركات الزراعية، وتجار منتجات أدوات ومستلزمات تربية النحل من داخل وخارج المملكة، والأفراد والجهات الأخرى ذات العلاقة.
وفي هذا اللقاء سيتم تقييم مستوى تنفيذ نتائج اللقاء الوطني الثاني للنحالين والمهتمين بالنحل وصناعته.

ما القضية المحورية لندوة الاستغلال الأمثل للثروة النحلية التي ينظمها الكرسي وجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بالجمهورية اليمنية؟
هذه الندوة التي ستقام خلال الفترة من 16- 17 شعبان 1432هـ هي الندوة الدولية المشتركة الثانية التي تأتي في إطار سعي الكرسي إلى التعاون مع الأشقاء العرب في مجالات البحث العلمي، التي تسعى إلى النهوض بصناعة النحل، وكل المراحل المتعلقة بها.
واليمن الشقيق من الدول التي تجمعنا بها علاقات أخوية، كما أن القرب الجغرافي يطبع هذه العلاقة بالتميز، والظروف الطبيعية المشتركة تجعل التعاون في هذا المجال له مردوده الإيجابي ـ
وتطرح الندوة ثلاث قضايا مهمة، من خلال ثلاثة محاور أساسية، ويتمثل المحور الأول في منتجات نحل العسل وتقنيات إنتاجها، أما المحور الثاني فيتركز حول التعاون السعودي اليمني في مجال انتاج وتسويق ملكات وطرود النحل البلدي، أما المحور الثالث فيتناول تعظيم الفائدة وفرص الاستثمار لمنتجات نحل العسل.
وهذه المحاور الثلاثة تمثل قضايا رئيسة بالنسبة إلى الكرسي، فنحن نسعى إلى الارتقاء بتقنيات إنتاج النحل، لأنها من الوسائل المهمة لزيادة الإنتاج، كما أن التعاون العلمي والاستفادة من الخبرات المختلفة تعد من ركائز الكرسي لبلوغ أهدافه، وخصوصاً أن نحل العسل يعد من الثروات المهمة في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، ولم تستغل التجارة البينية في قطاع النحل بين البلدين على صعيد العسل ومنتجات النحل بعد الاستغلال الأمثل، وتعد من الثروات الضائعة، وتحتاج إلى أن يعيرها النحالون السعوديون واليمنيون الاهتمام المطلوب.

ما مردود مثل هذه اللقاءات العلميه على واقع الصناعة وأهلها؟
إذا لم يكن للقاءات كهذه بعدها الاجتماعي، فإنها تبدو عديمة الفائدة، ونحن في الكرسي نضع دائماً مبدأ الشراكة المجتمعية نبراساً نهتدي به، لأن كل جهد يبذل ينبغي أن يكون له مردوده الإيجابي في المجتمع.
وهذه اللقاءات تهدف أساساً إلى زيادة الوعي بأهمية منتجات نحل العسل، لأن الوعي عنصر مهم من أجل جذب المستثمرين الذين يتفهمون ما بهذه المنتجات من قيمة عالية مجتمعياً، ومعرفة ما لها ما فائدة في النواحي العلاجية، كما أن لها قيمتها الاستثمارية وفائدتها المباشرة للمستثمر، لما تجده في وقتنا هذا من اهتمام واسع، وإقبال عليها من مختلف فئات المجتمع.
ولا شك أن العمل العلمي المشترك من شأنه أن يجذر العلاقات الاستثمارية المشتركة، ومن ثم ينعكس ذلك على حجم تسويق المنتجات، وفتح مجالات حرفية جديدة لعدد واسع من الشباب، مما يعين على القضاء على البطالة، واستقطاب دماء جديدة إلى هذا المجال، مما سيسهم حتماً في تطوير صناعة النحل في كل مراحلها، بما سيحمله هؤلاء من فكر جديد ورؤى متقدمة. كما أن هذه الندوة تفتح أفاقاً للتعاون في مجال الإستيراد والتصدير وفي تنفيذ بحوث مشتركة لحل المشاكل التي تواجه صناعة النحل في البلدين.
واختتم سعادة الدكتور الخازم ان هذا التعاون يكتسب اهمية خاصة حيث ان هناك تتشابه كبير بين السعوديه واليمن من حيث الظروف البيئيه والمراعي النحليه وطرق تربية النحل ويتم استخدام نفس النحل في البلدين وهو النحل البلدي وانا نأمل ان يثمر هذا التعاون استيراد نحل من اليمن حيث انه مناسب للظروف السعوديه بدلا من الإستيراد من دول اخرى حيث ان المملكه تستورد اكثر من 200 الف طرد نحل سنويا.


هل تقتصر المشاركة في هذه الندوة على الجانبين السعودي واليمني؟
بالطبع لا فهناك مشاركين من عدد من الدول العربيه وخاصة لبنان والأردن ومصر وكذلك مشاركين من اثيوبيا وتركيا، بالإضافة الى المشاركين من السعوديه واليمن.